{يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا} منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير {تَأْمُرُونَ} تشيرون في أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهي المشاورة، أو من الأمر الذي هو ضد النهي.لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزال عنه ذكر دعوى الالهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائصه خوفاً طفق يؤامر قومه الذي هم بزعمه عبيده وهو إلههم، أو جعلهم آمرين ونفسه مأموراً {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفاً من الفتنة {وابعث فِى المدائن حاشرين} شرطاً يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون {إن هذا لساحر عليم} بقولهم: {يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقه {فَجُمِعَ السحرة لميقات يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} أي يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة في قوله تعالى: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزينة وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى} [طه: 59] والميقات ما وقت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ} أي اجتمعوا وهو استبطاء لهم في الاجتماع والمراد منه استعجالهم {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السحرة} في دينهم {إِن كَانُواْ هُمُ الغالبين} أي غلبوا موسى في دينه وليس غرضهم اتباع السحرة وإنما الغرض الكلي أن لا يتبعوا موسى فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى.